التاريخ : 2020-11-08
متخصصون يناقشون صورة القدس في مخطوطات الجغرافيين والرحالة الأوروبيين والمسلمين والعرب
الأمير الحسن بن طلال يدعو إلى احترام القدس بوصفها الملتقى الإنساني المؤثر على الصعيد القيمي والأخلاقي
د.غوشه: القدس قلب العالم القديم والجغرافيون عدّوها المدينة المقدسة مركز العالم
د.أبوحمور: الفكر جزء من حماية الحقوق والمقدسات في ظل الرعاية الهاشمية
د.الوعري: خرائط القدس مصدر أساسي لمعرفة معالمها في المراحل التاريخية
د.جبران: الخرائط الغربية صورت القدس كنواة للعالم وبمفهوم "القدس السماوية"
د.تومار: ترجمة المؤلفات التركية عن القدس للتساند فكرياً حول القضية الفلسطينية
د.الحسيني: مصوّرات الأجانب للقدس لا تمس واقعها في العصر الإسلامي
دعا سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه إلى احترام القدس بوصفها الملتقى الإنساني المؤثر على الصعيد القيمي والأخلاقي، وإلى رؤية متكاملة لإدارة الفضاء الديني للقدس، توظّف طرق البحث والرصد لتعدد الأفكار والمدارس المختلفة؛ مشيراً إلى أن الحديث عن المستقبل يتطلب وجود الميزان الذي يمكّن من الحفاظ على الاستقرار الفكري وبما لا يسبب الضرر للمدينة والعرب المقدسيين من خلال التعرض لعمليات الانتقام كما حدث منذ أول أيام الاحتلال تجاه حي المغاربة .
جاء ذلك في حديث سموه خلال مشاركته في اللقاء الذي نظمه منتدى الفكر العربي عبر تقنية الاتصال المرئي، يوم الأربعاء 4/11/2020، حول "صورة القدس في المخطوطات الأوروبية والإسلامية والعربية – المخطوطات الجغرافية أنموذجاً"، والذي قدم فيه المؤرخ د.محمد هاشم غوشه مدير عام مركز الحسن بن طلال لدراسات القدس وعضو المنتدى، محاضرة في هذا الموضوع، كما شارك في المداخلات باللقاء الذي أداره أمين عام المنتدى د.محمد أبوحمور، الباحثة في تاريخ القدس وفلسطين وعضو المنتدى من البحرين د.نائلة الوعري، وأستاذ دراسات التاريخ الإسلامي في جامعة الكويت د.نعمان جبران، ورئيس جامعة أحمد يسوي التركية الكازاخستانية الدولية د.جنكيز تومار، والباحث في الآثار الإسلامية د.فرج الحسيني من مصر .
وأوضح المشاركون أهمية صورة القدس في المؤلفات الجغرافية والرحلية والخرائط بوصفها قلب العالم القديم والمدينة المقدسة مركز العالم، والتي اتسمت في مختلف عصورها بالقداسة والتنوع، وأكدوا أن خرائط القدس تعدّ مصدراً أساسياً لمعرفة معالمها في مختلف المراحل التاريخية . وأشار مشاركون إلى أن الخرائط الغربية صورت القدس كنواة للعالم، كما ظهر مفهوم "القدس السماوية" الذي دلَّ على إلغاء فكرة الحاجة للحروب للوصول إلى الأماكن المقدسة، وبيّن بعض المشاركين الاهتمام المعاصر بالقدس وتاريخها، ومن ذلك مثلاً تزايد الاهتمام البحثي كما يتمثل في مؤلفات تركية حديثة بالاعتماد على مصادر الأرشيف العثماني، وبيّن بعض آخر الفروقات بين الخرائط الجغرافية الأوروبية والإسلامية والعربية . وأكدوا أن الدور الفكري هو جزء من حماية الحقوق والمقدسات في القدس في ظل الرعاية الهاشمية والترابط المصيري بين الأردن وفلسطين والمسؤولية التاريخية والقومية والإنسانية .
التفاصيل :
أوضح سمو الأمير الحسن بن طلال أن الموروث يؤدي إلى الحضارة مقابل الهمجية، وأن وسطية القدس تدعونا إلى تلمس مفاهيم التاريخ على أساس العِبر وليس على أساس استمرار الظلامة ومفهوم القلعة العازلة .
كما دعا سموه إلى نظرة تجاه عالمية القدس، وإيجاد صيغة لاستعادة احترام الإنسان واحترام القدس بوصفها الملتقى الإنساني الذي لا يتأثر بيوميات السياسة، ولكن يؤثر على الصعيد القيمي والأخلاقي، وإلا لن نرى في المستقبل سوى التكرار لمآسي الماضي .
وأكد سموه أن جوهر مشروع "القدس في الضمير"، الذي دعا إليه سموه قبل عقود بمشاركة المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين، يعنى بالإنسان العربي والفلسطيني المقدسي الذي يعيش الأزمة المستمرة داخل المدينة المقدسة، وكذلك مستقبل هذه المدينة وهويتها ودورها ودور الإنسان في القدس .
وأشار سموه إلى أن المرصد الحضري الذي نريده، ومركز الحسن بن طلال لدراسات القدس ما بعد الدكتوراة، كما المركز الإسباني في الطنطور منذ سنة 1966، من شأنها أن تجسّر من خلال الدراسات المسافات بين أتباع الديانات السماوية الثلاث للحفاظ على الميزان الفكري الثقافي، والفكرة الأساسية هي التعلم من خلال فهم موروث الآخر، وأن بناء الثقة يقود على الأقل إلى الحوار القائم على القيم المشتركة.
وقال سموه : إن الأزمة هي أزمة قيم، فموضوع حقوق الإنسان والإسلام المعاصر كما يصورونه في الغرب، يدعو للتساؤل هل هي مسألة قيم أم هي مسألة …